الأربعاء، 21 يناير 2009

قارب الأمل



يرقد القارب متكئ على الشاطئ بجوار صاحبة الذي انشغل بقاربة الجديد ذو الموتور الحديث و ينظر اليه بحسرة, ٳنه يتذكر يوم أن كان شراعة ممتد يخترق السماء و يمتلئ بالهواء فيطير فوق الماء راقصا على أغنية تخرج من المذياع لمحمد قنديل و يتمايل معها عندما يصل الى شطر الأغنية " أودي و أجيب حبيب لحبيب ..." . نعم, فكم من مرة حمل فوقة عشاق و كم من مرة لعب علية أطفال و كم من مرة كان السبب في لقاء حبيبين بعد غياب طويل. ٳنه لا يزال يذكر الحديث الذي دار بين حبيبين عندما قالت هي:" أنت يا حبيبي مثل هذا النيل, و أنا مثل هذا القارب تحملني ٳلى ما لا نهاية و أنا مستسلمة بين يديك مطمئنة. و كيف أخاف و أنا معي سر الحياة" فيرد عليها حبيبها و يسألها " من تقصدين بسر الحياة, أنا أم النيل؟" فترد هي بخجل لا يداري سعادة:" أنتما معا فالماء سر الوجود و أنت سر وجودي" فيرد و هو يضمها ٳليه: " ٳذا أنا كالنيل؟" فتجيبة هي " و لم لا فأنتما الٳثنين لديكما ما يكفي من العمق لٳغراقي" و يضحكا الٳثنين و يضحك القارب من هذه الذكرى و الدموع تنهمر من عينية و تتساقط في الماء فلا يلاحظها أحد. هل و صل به المطاف الى هذا البر الذي لا يكاد يبرحه.
تنتعش الذكريات في قلبة فيرثى النيل الى حاله فيرسل الية موجة خفيفة تطفئ نيرانة و توقظة من غفلته فيرى شاب و فتاة يقتربا من صاحبة و يطلبا منة الركوب في قاربه فيأخذهم الى قاربه الجديد فتقع عين الفتاة على القارب القديم وتجري نحوة تطلب ركوبه و القارب لا يصدق ان احد اهتم به بل و يشعر بالفتاة و هي تحتضن صاريتة ضاحكة و تقول لفتاها " دعنا نصنع أول ذكرياتنا في هذا القارب الجميل, من هنا نبدأ رحلتنا" فيقرأ الشاب اسم القارب على جانبه: "الأمل" فيلتفت الشاب الى الفتاه و هو يقفز بجانبها و يقول " لها دعينا نبدأ بالأمل". و هنا يسمع القارب النيل و هو يهمس في أذنه " أنطلق كما تعودت أيها الأمل و لا تنضب أبدا فٳن كنت أنا سر الحياة فأنت مكمن جميع الأسرار و روح الوجود و النور الذي يضئ للحيارى دروبهم و يساعدهم على الحياة" و ينطلق القارب يرقص من جديد على أنغام محمد قنديل.


مارس 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق