السبت، 24 يناير 2009

رسائل عبر الزمن



تقول الأسطورة القديمة أن حواء كانت تحب آدم حبا عظيما, فأرادت أن تخلد هذا الحب حتى بعد الرحيل فأطلقت في الهواء رسائل سرية الى آدم تنتقل عبر الأزمان لتروي حب أجيال بعد أجيال...
و في يوم كنت أسير على شاطئ البحر أسترق السمع لهمسات الحيارى المرسلة عبر البحار, فتجسدت أمامي صورة رسالة قديمة ذهبية اللون كتب فيها:

" بدون عنوان اكتب اليك, بدون اسم تعرفني به, فلم نعتاد على الماديات في حوارنا معا, لم تعتاد أن تناديني باسمي فلي عندك ألف أسم و ألف صفة, أو اعتاد أن أعرف لك عنوان فأنت دائم الترحال و ان كان عنوانك الثابت في قلبي ألجأ اليك حبن احتاج الى استعادة نفسي...أعتقد أن أرواحنا تتقابل أكثر من أجسامنا فأشتاق اليك أكثر و انا أراك, و أتحدث معك أكثر وأنت غائب, حتى في الأماكن التي يكثر تواجد الناس فيها تتحدث مع الناس بلسانك و معي انا فقط بقلبك فأسمعك و أرد عليك و يصلك كلامي فتبتسم ولا يعرف أحد لماذا غيري, فأبتسم أنا أيضا و ننفصل عن العالم من حولنا نتحاور و نتحدث من جديد حتى الرحيل.
ماذا أفعل؟ انها طبيعة البشر.. الطمع و الغيرة: قلبي يريد أكثر, و أذني تريد أن تسمع قليلا مما يسمعه قلبي.. لي حق علبك و لك عتاب علي: حقي فيما يريداه قلبي و أذني, و عتابك في سؤال بعينيك "لما تطلبين ما لا تفعلين؟" دعني أستأذنك في قليل من خجل العذارى و دهاء النساء, فلابد أن تبادر انت أولا بالكلام...نعم أحيد بنظراتي عنك في أغلب الاحيان, فلا أريدك أن تقرأ أفكاري فتقول لك عيناي ما لا أريد أن أبوح به. فالتظل أنت على مقدرتك الفذة في التحكم في مشاعرك, و لأظل أنا على مبدأي و قراري و لنرى أي منا سيفوز في لعبة الحياة".

فوجدت نفسي أفكر "لما تراءت لي هذه الرسالة؟ انه حسب الأسطورة هذه الرسائل لا تتراءى سوى للعاشقين فلم ظهرت لي هذه الرساله الأن؟ هل لأن حواء قررت أن تكشف لي جزء من أسرارها أم أنى عشقت و لم أدري؟".

أكتوبر 2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق