الأربعاء، 21 يناير 2009

ووجدت القمر يبتسم لي





عندما كنت صغيرة كنت اتعلم الشهور الهجرية و كيف ان كل شهر جديد يبدأ بظهور الهلال، كنت اجري الى النافذة عند غرة الشهر لارى الهلال فلا اجده فأقول لنفسي أن اليوم ليس بأول الشهر و انتظر اليوم التالي لأجد نفس الشيء فأتعجب كيف يقول الناس أن الشهر قد بدأ و انا لم أرى الهلال حتى الأن. و لكن، في اليوم الثالث و انا انظر الى السماء من نافذتي الصغيرة وجدت إبتسامة صغيرة تظهر في السماء و تكاد تتوارى بين السحب .... ما هذا ؟ أهو القمر و ذهبت أعدو إلى الشرفة و معي امي و أنا أتسائل أين ذهب باقي القمر؟ فقالت لي أمي : إن القمر يريد أن يصالحك لإنه تاخر فى الحضور يومين فعندما رآك ابتسم لك .اتسعت عيناى من الدهشة أو من الفرحة لا أدرى و سألتها "و هل القمر يعرفنى ؟ " فردت مبتسمة " بالطبع ألم تجلسى كل يوم فى انتظاره ؟ إن الهواء يحمل أخبارك إليه " فقلت فى نفسى إذن فانا أصبحت صديقته و ظللت أتابعه كل يوم فأجد ابتسامته تزداد و تزداد حتى تحولت إلى ضحكة كبيرة فكانت سعادتى لا توصف و لكنى لاحظت أن الابتسامة عادت تقل وتقل حتى تلاشت فذهبت باكية إلى أمى أشكو إليها القمر فطمأنتنى و قالت أنه حزين لأنه مضطر أن يتركك و يرحل لمدة أيام ليعود مرة أخرى فظللت أنتظره فى شوق حتى وجدته مرة أخرى عائدا بابتسامته الرفيعة لى وحدى أنا صديقته و فى نهاية كل شهر أعود لأنتظره من جديد و تتوالى الشهور حتى لم أعد أحتاج للتشبث بالنافذة لأراه بل استطعت الأن ان أفتح مصراعيه و أنتظر صديقى لأتحدث معه و أقص عليه أحداث يومى ...و ها هو عاد ليبتسم لى من جديد.



أكتوبر 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق