الأربعاء، 21 يناير 2009

اختبار شمعة




أنظر الى الشمعة المضيئة فأراها تشير الي أن احضري و ادخلي معي الى عالمي المضئ الذي لا تري من خارجة سوى شعلة صغيرة. فأنظر بتمعن خلالها مستفهمة: "و كيف لي أن أنضم اليك؟" فٳذا بي أشعر أن روحي تترك جسدي -و كأني في حالة غياب عن الوعي أو موت فجائي- و تدخل في الشمعة المضيئة و تنتشر بداخلها, فٳذا بحرارة لذيذة في كل جزء من روحي أشعر معها و كأني أتجدد مرة أخرى, و أن الأجزاء الممزقة في روحي قد عادت تلتئم من جديد... لا أدري, ربما حياة جديدة أو عمر جديد أضيف الى عمري جعلني أشعر أن الحياة أمامي ممتده و أن الأحزان ملقية في الماضي و أصبحت عندي قدرة خارقة على الاختيار فأخذ من الماضي ما أريد و ألقي بما أريد. و عندما هممت بالاختيار الأول, ٳذا بروح الشمعة تظهر لي و تحذرني " لا بد من التدقيق في الاختيارات فٳنك ٳن اخترت شخص ما لابد ان تختاري كل الأحداث التي ارتبطت بوجوده حتى و ٳن كانت أحداث سيئة او أليمة" فعدت افكر من جديد: "اذا اين هي حرية الاختيار كيف لي ان اختار ما أحبه و أنا لن استطيع تفادي ما يؤرقني؟ أتعبثي بي ايتها الروح؟" فأخذت أفكر طويلا حتى أرهقني التفكير و كدت أجن فأشفقت علي روح الشمعة و امتلأت عيناها بالدموع فسقطت دمعة علىٍ اللهب أطفأت جزء منه فٳذا بهذا الجزء المنطفئ يشعل بريق في قلبي و عقلي و ٳذا بي أقول للشمعة: "سوف اختار حياتي كما هي حتى و ٳن كان نصيبي من السعادة فيها غير وفير فلي فيها حياة صغيرة أكبر من أي حياة: اشخاص مدوا في عمري و أعطوني أكثر و أغلى من الفرصة التي أعطيتني ٳياها , كيف لي أن اختار من منهم يبقى و من يرحل؟ كيف لي أن أبعد اناس ﺁثروا البقاء معي و أحبوني بلا أي زيف؟ حتى و ٳن كانت الأحداث المحيطة مؤلمة لقد وقفت أمامها بشجاعةٍ و ثقةٍ أن ظهري امن و أن خلفي جدار صلب أستند ٳليه وقت ضعفي. لا.. أريد حياتي كما هي من أجل أصدقائي, من أجل أحبابي, من أجل نفسي

التي لن تحتمل البعد و الفراق" و عندما أغمضت عيني و فتحتها وجدتني عدت من جديد الى حياتي أتوق لرؤية من أحب و أنظر الى الشمعة فأرى شعلتها تتراقص أمام عيني و كلما أرادت أن تخبو ازدادت أشتعالاً من جديد.

14 ديسمبر 2008



هناك تعليقان (2):

  1. حقيقي نسيج رائع لفكرة كثيرا ما داعبت خيالي شخصيا وأظن خيال الكثيرين.
    ترى لوكان لي الاختيار، سأختار أن أكون من؟ و ماذا؟ متى وأين؟ من سيحبني ومن سيكرهني؟
    وفي النهاية تسلمنا الحيرة العنيفة للتسليم بما نحن عليه.
    فنحن أغني بنا، بما نحن عليه، فقط إن أحسنا.
    حقيقة: صياغة رائعة تستحق كل تقدير
    شكرا على قراءة تعليقي المتواضع

    ردحذف
  2. شكرا على مرورك الكريم و رأيك الجميل و يا رب أكون دايما عند حسن ظنك

    ردحذف