أنظر الى الشمعة المضيئة فأراها تشير الي أن احضري و ادخلي معي الى عالمي المضئ الذي لا تري من خارجة سوى شعلة صغيرة. فأنظر بتمعن خلالها مستفهمة: "و كيف لي أن أنضم اليك؟" فٳذا بي أشعر أن روحي تترك جسدي -و كأني في حالة غياب عن الوعي أو موت فجائي- و تدخل في الشمعة المضيئة و تنتشر بداخلها, فٳذا بحرارة لذيذة في كل جزء من روحي أشعر معها و كأني أتجدد مرة أخرى, و أن الأجزاء الممزقة في روحي قد عادت تلتئم من جديد... لا أدري, ربما حياة جديدة أو عمر جديد أضيف الى عمري جعلني أشعر أن الحياة أمامي ممتده و أن الأحزان ملقية في الماضي و أصبحت عندي قدرة خارقة على الاختيار فأخذ من الماضي ما أريد و ألقي بما أريد. و عندما هممت بالاختيار الأول, ٳذا بروح الشمعة تظهر لي و تحذرني " لا بد من التدقيق في الاختيارات فٳنك ٳن اخترت شخص ما لابد ان تختاري كل الأحداث التي ارتبطت بوجوده حتى و ٳن كانت أحداث سيئة او أليمة" فعدت افكر من جديد: "اذا اين هي حرية الاختيار كيف لي ان اختار ما أحبه و أنا لن استطيع تفادي ما يؤرقني؟ أتعبثي بي ايتها الروح؟" فأخذت أفكر طويلا حتى أرهقني التفكير و كدت أجن فأشفقت علي روح الشمعة و امتلأت عيناها بالدموع فسقطت دمعة علىٍ اللهب أطفأت جزء منه فٳذا بهذا الجزء المنطفئ يشعل بريق في قلبي و عقلي و ٳذا بي أقول للشمعة: "سوف اختار حياتي كما هي حتى و ٳن كان نصيبي من السعادة فيها غير وفير فلي فيها حياة صغيرة أكبر من أي حياة: اشخاص مدوا في عمري و أعطوني أكثر و أغلى من الفرصة التي أعطيتني ٳياها , كيف لي أن اختار من منهم يبقى و من يرحل؟ كيف لي أن أبعد اناس ﺁثروا البقاء معي و أحبوني بلا أي زيف؟ حتى و ٳن كانت الأحداث المحيطة مؤلمة لقد وقفت أمامها بشجاعةٍ و ثقةٍ أن ظهري امن و أن خلفي جدار صلب أستند ٳليه وقت ضعفي. لا.. أريد حياتي كما هي من أجل أصدقائي, من أجل أحبابي, من أجل نفسي
التي لن تحتمل البعد و الفراق" و عندما أغمضت عيني و فتحتها وجدتني عدت من جديد الى حياتي أتوق لرؤية من أحب و أنظر الى الشمعة فأرى شعلتها تتراقص أمام عيني و كلما أرادت أن تخبو ازدادت أشتعالاً من جديد.
14 ديسمبر 2008
حقيقي نسيج رائع لفكرة كثيرا ما داعبت خيالي شخصيا وأظن خيال الكثيرين.
ردحذفترى لوكان لي الاختيار، سأختار أن أكون من؟ و ماذا؟ متى وأين؟ من سيحبني ومن سيكرهني؟
وفي النهاية تسلمنا الحيرة العنيفة للتسليم بما نحن عليه.
فنحن أغني بنا، بما نحن عليه، فقط إن أحسنا.
حقيقة: صياغة رائعة تستحق كل تقدير
شكرا على قراءة تعليقي المتواضع
شكرا على مرورك الكريم و رأيك الجميل و يا رب أكون دايما عند حسن ظنك
ردحذف